Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
voir kénitra
26 avril 2007

من ميناء ليوطي إلى مرسى المتشردين

يبدو أن الأرض التي استقطبت أقوى جنيرالات الجيش الفرنسي على عهد الحماية في القرن المنصرم (ليوطي) مازالت تجدب و تجدب و لكن هذه المرة فئات من طينة أخرى تسكن شوارعها و دروبها و أطرافها الخالية ٬ تنام المدينة بدونهم و تستيقظ على صخبهم و إزعاجهم ٬ فيهم من رمت به الأقدار في دائرة الحمق و ذهاب العقل و فيهم المتشردون الذين كلما اجتمعا في مكان ما خلتهم عصابة صغيرة تمارس فعلها الإجرامي ٬ أو هم  أقرب إلى ذلك عندما لايترددون في الاعتداء على المارة خصوصا النساء و سلبهم ما يتوفرون عليه من مال أو ذهب أو هاتف خلوي هؤلاء لا يشاهدون إلا و آثار المواد المهلوسة بادية عليهم (الأقراص و لصاق السيلسيون) و مع ذهاب الوعي يقع ما يقع حيث يمارسون و تمارس عليهم أفعال مشينة !!

وأنت تمر بجانب نافورة المياه التي تتوسط المدينة الحديثة (الفيلاج) تجدها تحولت إلى مرتع للحمقى و المتشردين فهذا لا يتردد في قدف لعابه على سحنتك و ذاك يحاول الإمساك بتلابيبك و هؤلاء أطفال في عمر الزهور المتفتحة يطلبون معونتك و يخبرونك بجوعهم و عريهم منهم الذكور و الإناث ٬ لنتساءل كيف يمكن للأنثى أن تحمي نفسها وسط هذا العالم الشبيه بالغابة المصغرة لها أعرافها و قوانينها الخاصة التي لم تسطرها لا دساتير ولا كليات الحقوق... هل تستعيض بهذا القنيطرة اليوم عن ماضيها المتألق اجتماعيا و ثقافيا و فكريا ٬ لقد استطاعت ساكنتها في عصرها الذهبي التعايش مع الثقافات الأجنبية الفرنسية و الأمريكية دون أن تنسلخ عن هويتها المغربية الإسلامية كما ساهم أبناؤها في إثراء الفكر و الإبداع المغربي و العربي ٬ على سبيل المثال لا الحصر المرحوم محمد زفزاف و الدريبي و الطوبي ٬ و على مستوى الرياضة الكل يتذكر أيام مجد النادي القنيطري و مجد لاعبيه ٬ البوساتي مثلا صاحب أكبر رقم من الأهداف في البطولة الوطنية لم يحطم إلى يومنا هذا كما احتضنت هذه المدينة أول حلبة للتزلج و سباق الخيل على المستوى الوطني . لقد تغير كل شيء جميل في المدينة و أقبر كل ما من شأنه أن يسمو بالذوق و الإبداع الإنساني و تحولت إلى ورش عملاق ٬ وحش مكعبات الاسمنت المسلح التي جاءت لتختم هذه المسرحية الدرامية و تسدل الستار الذي أخفى زرقة السماء و أشعة الشمس و هواء الجو... لعل الذي استقطب الجنرال ليوطي إلى هذه الأرض و هذا الركن من النهر هو سحر جمال الطبيعة ٬ الخضرة أينما توجهت ٬ لكن سماسرة الاسمنت المسلح لهم رأي مخالف فالخضرة لا قيمة لها أمام الثروات الطائلة التي تدرها عليهم عمليات بيع الشقق للمغلوبين على أمرهم من ذوي الدخل المحدود ٬ وأنت في شوارع القنيطرة المعدودة على رِوس الأصابع لا ترى عير الجدران العملاقة التي تحجب كل شيء  و لا ترى غير الفتيات اللائي يتفنن في استعراض كل ما من شأنه إثارة الغرائز الحيوانية . الكل يحدق في هذه الأجساد الجميلة الأنيقة التي تمشي بتبختر ٬ شبابا و كهولا و شيوخا و على رأسهم رواد المقاهي و فيهم من الشباب العاطل غير القادر على ولوج مؤسسة الزواج و الجميلات في كل مكان ٬ غير القادر على اقتناء قبر الحياة و العمارات في كل مكان يرى و يرى و يقول كم حاجة قضيناها بتركها.عفوا بالنظر إليها !!

                                                           الصغير رضــــــــا

Publicité
Publicité
Commentaires
voir kénitra
Publicité
Publicité